
في كرة القدم لا توجد ثوابت، إذ تتغير قواعد اللعبة من حين لآخر بين التقدير والانتقادات اللاذعة، ولا يفلت من ذلك أي لاعب أو مدرب أو مسؤول.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 كان ملعب الإنماء (الجوهرة المشعة سابقا) شاهدا على هجوم عنيف من جانب جماهير أهلي جدة ضد رئيس النادي خالد الغامدي رغم أن فريقها كان متفوقا في ذلك الوقت على ضيفه الوحدة بهدف نظيف.
الغامدي لم يسلم من الانتقادات، لدرجة أن هتافات الجماهير ضده كانت تطرق مسامعه أثناء مغادرته ملعب المباراة، وذلك بسبب عدم الرضا بشكل عام عن حالة الفريق، لا سيما فيما يخص الميركاتو الصيفي وغياب التدعيمات القوية.
لكن اليوم وقبل أقل من 24 ساعة على لقاء الأهلي ضد نظيره الهلال في كلاسيكو نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، فقد نال الغامدي تحية من الجماهير الحاضرة على هامش التدريب الأخير لفريقها، ورد الرئيس التحية بارتياح شديد.
ماذا تغير؟
رغم قصر الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى أبريل/نيسان وعدم تحقيق الفريق لأي لقب خلال تلك المدة، إضافة لخروجه من المنافسة على لقب الدوري، يتمسك مشجعو الأهلي بحلم اللقب الآسيوي، لا سيما أن أداء الفريق في البطولة القارية يختلف تماما عن المستوى المحلي.
الأهلي بات على بُعد خطوة من نهائي البطولة، ويتطلع لكتابة تاريخ جديد خاصة أنه لم يسبق له حصد أي لقب آسيوي.
وعلى مستوى الدوري أيضا تحسنت النتائج بشكل كبير حيث تجنب الأهلي السقوط في الديربي أمام الاتحاد المتصدر، وتعادلا 2-2، فيما فاز على الهلال 3-2، مما يزيد من طموحات تكرار الانتصار غدا الثلاثاء.
ومن ناحية أخري، أضفت استراتيجية تعاقدات يناير/كانون الثاني المزيد من الهدوء على الأوضاع داخل الفريق.
وفي انتقالات الشتاء، استقدم الأهلي بديلا للفرنسي آلان سانت ماكسيمين، إذ وجد ضالته في البرازيلي ويندرسون جالينو القادم من بورتو البرتغالي الذي انسجم سريعا وتألق مع الفريق.
كما ضم الأهلي المدافع البلجيكي ماتيو دامس وحتى إن لم يشارك بانتظام، فإنه على الأقل وفر خيارات دفاعية مهمة للمدرب من أجل تجاوز ضغط المباريات بأمان.
ومن وجه آخر، تماسكت إدارة الأهلي أمام الضغط الشديد من جانب الإعلام والجماهير في بعض فترات الموسم لإقالة المدرب يايسله، في وقت عاصفة النتائج المهتزة.
وكان لهذا القرار المصيري مفعول السحر على تغيير واقع الفريق، واجتذاب الجماهير مرة أخرى لتقوم بدورها في دعم الراقي.
ومن ثم تغيرت علاقة الغامدي بمشجعي الأهلي فبدأت الثقة تملأ تصريحاته، حيث كان قد تحدث عقب التأهل لنصف النهائي الآسيوي، عن أن فريقه هزم الهلال مؤخرا ومن ثم فهو قادر على تكرار نفس الأمر آسيويا.
هذا النوع من التصريحات ربما يلقي بظلاله على الجماهير التي تراهن على قوة عناصر فريقها وقدرته على إلحاق هزيمة جديدة بالزعيم.